مراجعة كتاب/ قدمت أعذاري
لازلت في رحلتي في رحاب مؤلفات عبدالوهاب مطاوع، فهي مما يُستأنس بها في زحمة الأيام، وعبرها تكسب صديقًا جديدًا، فهو ممن يشاركنا حياته بكل شفافية وصدق، يكشف لنا عن مكنونات قلبه ويطلعنا على بعض أسرار شخصيته، يتحدث عن بعض المواقف وعن أجزاء متقطعة من يومياته، وليس ذلك بطريقة سردية مملة، فكتبه ليست سيرة ذاتية بل موضوعاتها مختلفة متعددة، لكنك ستجده يتحدث عن نفسه كاستفتاحٍ للكلام أو كفائدة تضاف قبل الختام، وهذه الخاصية هي أحد الأسرار التي تجذبني -وتجذب غيري- لكتبه.
حين شرعت في كتاب (قدمت أعذاري) خمنت أنه عن الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، فقد ظننت أن (الاعتذار) المراد به هو اعتذار الصديق لصديقه، والزوج لزوجته، والابن لأبيه، وهكذا، فاتضح أنه كتابٌ ديني، لقد تعود الكاتب أن ينشر مقالة دينية في رمضان من كل سنة، ثم قرر بعد سنوات أن يجمع تلك المقالات في كتاب واحد، فكان هذا الكتاب.
يحتوي الكتاب على مقالات قصيرة وأخرى طويلة، مقالات عن أحداث وشخصيات في التاريخ الإسلامي، والكاتب معجبٌ بشخصية سيدنا عمر ابن الخطاب وقد تحدث عنه في أكثر من موضع، كما أفاد الكاتب أنه يخصص شهر رمضان للقراءة في الكتب الدينة والإسلامية، وهو كما نعرف قارئ محترف، لا يشبع من الكتب، ويقرأ في كل العلوم والمعارف.
تحدث في مقالة طويلة عن رحلته لأداء فريضة الحج، وقد عبر بكلمات تملأها المشاعر عن تلك الأيام التي خُلّدت في ذاكرته، عن مشاعره حين رأى الكبعة لأول مرة وعن مشاهد الحج المتعددة التي أخذت لبه واستلوت على أحاسيسه.
يبدو أن الكاتب قد شرع في آخر عمره في حفظ القرآن، وقد أخبرنا في كتاب آخر (كتاب أرجوك لا تفهمني) أنه يحاول تحسين ذاكرته بحفظ بضع آيات من القرآن الكريم كل صباح، أما في هذا الكتاب فقد تحدث عن حسرته وعن رحلته التي لا يبدو أن لها نهاية، رحلة حفظ كتاب الله.
هذا كان عرضًا سريعًا لكتاب (قدمت أعذاري) وهو كتاب صغير نسبيًا، وليس أفضل ما قرأت له، الأفضل إلى الآن هو كتاب (أرجوك لا تفهمني).

تعليقات
إرسال تعليق