المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2023

مراجعة كتاب: رحلتي الفكرية - للدكتور عبدالوهاب المسيري

كما قال الشيخ علي القرني (أقصد البحر وخلّ القنوات)، وكما كُتِب في غلاف أحد الكتب (التهم هذا الضفدع) والذي يدعو إلى البدء بالأهم الأصعب، فإني قد توكلت على الله وخضت غمار هذا الكتاب الكبير، والذي يحتل أكثر من 700 صفحة، ويحمل فيه طياته الكثير من الأفكار التي يصعب بلعها بسهولة، وقد كان الكتاب خير رفيقٍ لي في الأسابيع الماضية، أستمع إليه عبر تطبيق (إقرأ لي) وأنا أمارس نشاط المشي المحبب إلى قلبي، فكانت صحبة لا تُملّ، وفائدة لا تقدر بثمن. كتاب (رحلتي الفكرية) هي سيرة ذاتية وغير ذاتية، لأحد المفكرين من ذوي الوزن الثقيل، غادر عالمنا بعد أن خلّف وراءه علمٌ ينتفع به، لقد نشر عدة كتب من أهمها موسوعة عصَرَ فيها ثلاثين سنة من سني عمره، إنها (موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية) وهو المفكر الدكتور الراحل (عبدالوهاب المسيري). في هذه السيرة الغير ذاتية كما يصفها، يحاول المؤلف التركيز على الأفكار بدل الأحداث، ثم يذكر الكثير من الأحداث التي عاشها في ثنايا تلك الموضوعات، إنها سيرة شخص جاد استغل عمره أفضل استغلال، وتعامل مع حياته بشكل منهجي، وتمكن من استخلاص العبرة من بين الأحداث والفكرة من وسط ركام الأيام....

مراجعة كتاب: سنوات الجري في المكان - نورا ناجي

 الرواية جيدة، بل بارعة، لون جديد من السرد وأحداث مرتبطة بالواقع، وأعتقد أن أحد أسباب انتشارها وحب القراء لها هو ارتباطها بالواقع المصري وثورة 25 يناير، فهي مقطوعة نصية حزينة، بل كئيبة، بل تشعر وكأنك تقرأ لأحد أعمدة الفلفسة العدمية، فيخيل إليك أن الرسالة التي تريد أن توصلها إليك أن ..(لا فائدة في شيء) و (لا معنى لشيء) لذلك هي -وإن كانت تربط الشخصيات ببعض الأحداث الواقعية- غير واقعية، فلا يمكن أن يكون العالم الخارجي والداخلي (داخل النفس البشرية) بتلك السوداوية والكآبة والحزن. . أعترف أنها بالنسبة لي لا تشبه شيءً مما قرأت (وأنا مقلٌ في قراءة الروايات أصلاً)، لذلك فهي مشوقة من هذه الناحية، لكنها مملة من ناحية أخرى، لأن الـ 260 صفحة كان يمكن لها أن تصبح 160 صفحة بدون أن يحدث خلل في بنية الرواية أو جرعة التشويق، وأعتقد أن أحد أسباب الـ(تطويل) أن الكاتبة أرادت أن تربط الشخصيات بالحواس (ألوان وأذواق وروائح) لذلك فقد أكثرت من التشبيهات التي كنت أجدها ذكية في مواضع، ولا معنى لها في مواضع أخرى. . لم تعجبني الرواية في محاولتها تمرير بعض القيم الفاسدة، فقد أوردت مشهدًا عاطفيًا جنسيًا مثيرًا لم...