المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2023

مراجعة كتاب/ أنا قادم أيها الضوء

صورة
كم أثر فيّ هذا الكتاب، كم حزنت لآلام كاتبه، لكن عزائي أنها قد انتهت، وأصبحت رصيدًا في كتاب حسناته، إنه كتاب (أنا قادم أيها الضوء) للصحفي الموهوب (محمد أبو الغيط) رحمه الله، كتبه في فترة حياته الأخيرة بعد أن أصيب بسرطان المعدة، أودع لنا فيه حياته وأفكاره وآلامه، تنقّل عبر لغته الرشيقة بين الخاص (من حياته وأفكاره) والعام (من الأحداث والمواقف)، بين الماضي والحاضر، لقد كان أول كتاب أقرأه بأذناي (عبر تطبيق اقرأ لي) بدأت أول فصل فما تمكنت من إفلاته، صرت أتحين الخروج من المنزل حتى أضع السماعة وأغوص في عالم محمد عبر كلماته، فصرت أتجول في شوارع المدينة أشاهد الحياة غضة طرية وأسمعها وهي تبخل لمحمد، أرى الصحة تدب في أجساد الكبار والصغار، وأسمعها وهي تشح أن تعطي محمد. كنت أشبّه الكِتاب سابقًا كمتعلقات شخصٍ دفعهُ صاحبهُ نحو الماء فألقى -في آخر لحظة- هاتفه ومحفظته حتى لا تبتل، يلقى أشياءً يريدها أن تبقى بعد رحيله، وقد تحقق هذا التشبيه في حالة محمد أبو الغيط، فهو فعلا ألقى لنا بجزء منه قبل الرحيل، ألقى لنا أفكاره ومشاعره وآلامه، حكى لنا عن حياته وعن أسرته وشيء من طفولته، عن زوجته الوفية وعن أيامه الأ...